بسم الله الرحمن الرحيم
طاب مساءكم وسعد صباحكم بكل خير زوار مدونتي الكرام
قال تعالى : " واتقوا يا أولى الألباب " .. بقرة 197
مما لا شك فيه بأن الخالق وهب الإنسان نعمة لم يعطيها لأحد من خلقه قط مفضله على غيره من المخلوقات مطالبا إياه بالحفاظ عليها والإعتناء بها من كل آفة قد تنحرف معها أهميتها ووظائفها التي أوجدت بغرضها .. نعم .. إنها " العقل " ، ذلك المصطلح الذي عادة ما يوصف للوظائف العليا للدماغ البشرية ، تلك الوظائف التي يكون فيها الإنسان واعيا بشكل شخصي مثل : الشخصية ، التفكير ، الجدل ، الذاكرة ، الذكاء ..
هنالك عقول حافظت وبالفعل على مكانتها العظيمة فأصبحت منها علماء وشعراء وخطباء ونبلاء والتاريخ يشهد بذلك ، ولكن هنالك الآخر التي لم تولي إهتمامها لذاتها فذهبت ضحية الآفات وإستسلمت لها ولم تقاومها !؟
وهنا سأقف على تلك العقول التي عانت من الوقوف ضد التيار العنيف تيار الجهل والعجز والفساد الذي أصبح يهمش ما هو ضعيف ويهلكها ! .. نعم .. تلك العقول التي تعبت من ذاتها فلم تسخر طاقاتها حسب ما هو ينبغي أن يكون فذهبت ضحية ما هي تكون !
1- عقل سلك التقليد طريقا له متنكرا لأحكام الغير رضا بما كان يصنع الآباء والأجداد ، فلا يعمل إلا بكيفما كان عمل السابقون ، فكان ضحية قطعت منها التفكير . . !
2-عقل لم يهتم بما هو مطلوب منه فلم يراعى ما سيختبر منه حيث الحياة محطة فيها تمتحن النفوس والعقول ، ولا يعبرها إلا القوي منها أداءا والتزاما واتزانا ، كعقل طالب العلم الذي سيخضع لإختباره غدا وهو لم يذاكر قط مستمتعا أمام الشاشة أو لاهيا خارج المنزل ! فهل سيؤدي ما عليه في الإختبار ؟! ، فكان ضحية قطعت منها التفكير .. !
3-عقل لم يقدر الوقت الذي سيوصله إلى عمله ملبيا أهواءه كالطالب الجامعي الذي وضع منبها ليوقظه على موعد رحيله من منزله إلى مكان دراسته سواء أكان معهدا أم كلية أم جامعة ، ولكن لبى نداء الراحة والإسترخاء ، فكان ضحية قطعت منها التفكير !
4-عقل تمادى على الآخرين بالسب والشتم فلم يفكر بأن للآخرين عليه حقا ، كالشخص الذي يتطاول على أبيه أو أمه أو عمه أو خاله أو ... أو صديقه أو إلخ .. في حين لم يلق منهم سوى الخير الجزيل ، فكان ضحية التفكير !
5- عقل أصبح الخوف هو هاجسه الأكبر ، فلا يستطيع التفكير وهو في وضعية السكون والسكوت لا يستطيع أن يتقدم بخطوات جريئة لعل الخوف هو ما فطر عليه منذ صغره ، كالشخص الذي عانى منذ صغره من عزلة الإجتماعية التي زرعت فيه الخوف من الآخرين فلا يستطيع الإنخراط مع الآخرين مع أصدقاءه في مدرسته أو في جامعته أو مع أصدقاءه فهو لا يحب التجمع أو الإجتماع مع الآخرين خوفا من الوقوع في دائرة لا يستطيع الخروج منها فهو دائما ما يسمع ذلك من والديه ، فكان ضحية التفكير !
6-عقل أنهمكه التفكير في الكماليات ، فهو يريد أغلى ما يمكن أن تملكه نفس الإنسانية من سيارات فخمة ، وفلل فاخرة ، وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجية الحديثة من أجهزة وأدوات الإلكترونية ، فكان ضحية التفكير !
نعم .. عقول كثيرة كما رأيتم شابها العطل والعجر و الجهل فأصبحت كالإناء المكسور لا فائدة منه ولا يجبر كسره في حين من الممكن النهوظ بتلك العقول وتغير مجرى تفكيرها وإصلاحها !
&&&&&
> بعثرات ما بين السطور <
* رقابة الوالدين لعقول أطفالهم مطلوبة ولكن المبالغة فيها هو الشي الغير محمود .
* ليعلم أصحاب الثروات الهائلة أن الدنيا زائلة وأن ما يملكوها هي ليست ملكهم فما يملكونه فقط هو ذلك " الكفن والعمل الصالح " ..

No comments:
Post a Comment